ظل شهر رمضان دائماً محتفظاً بطقوسه الخاصة المميزة ونفسه المصرى المتفرد من صلوات التراويح إلى صوانى الكنافة مروراً بالقطايف والفوانيس والفوازير وجلسات الحسين التى أضيفت إليها أخيراً سهرات الخيم الرمضانية التى للأسف صارت الشيشة فرضاً واجباً وتوأماً ملتصقاً وفرماناً عثمانياً لا يكتمل السهر والسمر إلا بكركرتها وشد أنفاسها، وللأسف من الجنسين رجالاً ونساء!!

وقد أرسل لى د. محمد صدقى، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بطب الأزهر، رسالة فى منتهى الأهمية يحذر فيها من أضرار الشيشة ويؤكد وهم وكذب المقولة التى تقول إن الشيشة أفضل من السيجارة وأكثر أماناً منها.

يقول د. محمد صدقى فى رسالته «الشيشة فى رمضان لها مذاق خاص بعد ساعات الصيام، هذا ما يردده مدمنو الشيشة، فالمدخنون يذهبون إلى المقاهى بعد صلاة المغرب وتناول الإفطار، وفريق آخر يخرج من صلاة التراويح إلى المقهى لتدخين الشيشة، وبعضهم يقضى سهرات رمضان فى الحسين وغيره من الأماكن التراثية للغرض نفسه، وهناك بدع فى إعداد الشيشة مثل (وضع الليمون والنعناع فى الوعاء الزجاجى) والثلج أيضا والمقاهى أصبحت تقدم المباسم البيضاء، وفى الآونة الأخيرة خرجت بعض الأبحاث لتعلن عن خطورة هذه المباسم لأنها مصنعة من مخلفات المستشفيات والصناعات الخطرة وهى ضارة جدا بصحة الإنسان المدخن، ورغم ذلك تقدمها المقاهى ويتعامل معها المترددون عليها اعتقادا منهم بأنها تقلل العدوى بعض الشىء».

الشيشة أكثر خطراً من السجائر فحجر الشيشة يفوق تدخين علبة سجائر أو أكثر، لأن الدخان المستخدم فى الشيشة به شوائب تضر بصحة الإنسان، ويؤدى تدخين الشيشة إلى زيادة الإفرازات البلغمية الصدرية وينتج عنها أمراض الكحة والبلغم، سواء فى الجهاز التنفسى العلوى أو السفلى، وأيضا المصابون بحساسية الأنف والصدر فإن دخان الشيشة يزيد من الأعراض الصدرية والأزمات الصدرية لديهم، وتدخين الشيشة يقلل من كفاءة الجهاز المناعى للجهاز التنفسى العلوى والسفلى عن طريق شلل الأهداب الموجودة فى الأنف والشعب الهوائية.

مع استمرار التدخين يصاب الإنسان المدخن بانسداد وضيق شعبى مزمن وهذا المرض خطير جدا، لأن المريض لا يشعر به ولا يذهب للطبيب إلا فى مراحل متأخرة من هذا المرض الشعبى المزمن الذى يصيب ربع المدخنين، ولدينا فى مصر ٢٠ مليون مدخن، حسب آخر الإحصائيات، فيكون لدينا ٥ ملايين مصاب بهذا المرض، وأعراضه تبدأ بكحة وبصاق، ثم نهجان وفى النهاية فشل فى التنفس..

وعلاج هذه السدة الشعبية المزمنة يبدأ بالإقلاع تماما عن التدخين وأخذ موسعات الشعب ويفضل الاستنشاق، سواء موسعات الشعب طويلة المفعول مع الكورتيزون الموضعى وأيضا بعض تدريبات تنفسية لتأهيل المريض، ومع تقدم المرض يضاف الأكسجين، ومن أهم عيوب تدخين الشيشة أيضا انتقال العدوى من فم إلى آخر وبالأخص الدرن، وآخر مضاعفات الشيشة هو الإصابة بسرطان الرئة، وأيضا تقلل الخصوبة عند المرأة والرجل».

هل بعد كل هذه التحذيرات ستظل الشيشة طقساً رمضانياً لا نصوم عنه؟!.. الإجابة على المقاهى وفى الخيم الرمضانية.